﴿أَلاَّ تَطْغَوْاْ﴾ لئلا تطغوا
﴿بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل ﴿وَلاَ تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ﴾ لا تنقصوا الموزون؛ عندما تبيعون، ولا تزيدوه عندما تشترون. قال تعالى: «ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون»
﴿وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ﴾ الأكمام: أوعية التمر. والمراد به هنا: الليف والسعف
﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ﴾ العصف: التبن؛ لأن الريح تعصف به. والريحان: الرزق، وهو يطلق على الثمر، وكل ما يتلذذ به من الفاكهة. أو هو كل أصناف المشمومات: كالورد، والفل، والنرجس، والياسمين؛ وما شاكلها
﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ الآلاء: النعم. أي فبأي نعم ربكما أيها الإنس والجن تكذبان؟
﴿صَلْصَالٍ﴾ طين يابس
﴿وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ﴾ المارج: اللهب الصافي
﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، ومغربيهما. أو «المشرقين» مشرق الشمس والقمر. و «المغربين» مغربيهما
﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾ أي خلطهما في مرأى العين؛ لا يحول بينهما سوى قدرته تعالى
﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾ حاجز من القدرة الإلهية ﴿لاَّ يَبْغِيَانِ﴾ لا يبغي أحدهما على الآخر؛ فيمتزج به، ويختلط العذب الفرات، بالملح الأجاج
﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ﴾ أي من أحدهما، لأنهما لا يخرجان إلا من البحار خاصة؛ لا من الأنهار
﴿وَلَهُ الْجَوَارِ﴾ السفن الجارية في البحر ﴿كَالأَعْلاَمِ﴾ كالجبال في العظم
﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ ذاته العلية ﴿ذُو الْجَلاَلِ﴾ القدرة والعظمة ﴿وَالإِكْرَامِ﴾ يكرم عباده المؤمنين بما أعده لهم من نعيم مقيم
﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي يفتقر إليه كل من فيهن، ويطلب منه الحفظ، والعون، والرزق ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويشفي سقيماً، ويسقم سليماً، ويعز ذليلاً، ويذل عزيزاً، ويغني فقيراً، ويفقر غنياً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين
﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ﴾ أي ستنتهي الدنيا، ولا يبقى إلا حسابكم ومجازاتكم؛ وهو وعيد وتهديد، و «الثقلان» الإنس والجن
﴿يمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ﴾ الأقطار: جمع قطر؛ وهو الناحية. أي إن استطعتم أن تنفذوا من نواحي السموات ﴿وَالأَرْضِ﴾ وتخرجوا مما رسمه الله تعالى لكم، وحدده لوجودكم ومعيشتكم ﴿فَانفُذُواْ﴾ من أقطارهما
-[٦٥٨]- ﴿لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ﴾ لا تقدرون على النفوذ إلا بقوة، وغلبة، وقهر؛ وأنى لكم ذلك؟ وهذا على سبيل التعجيز والتحدي؛ يدل عليه ما بعده