﴿وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ يعني إن الأموال التي في أيديكم: إنما هي أموال الله تعالى؛ استخلفكم عليها؛ فإن أحسنتم التصرف فيها، وأديتم زكاتها، وأنفقتم في سبيله: نمت أموالكم، وزادت حسناتكم. وإن أسأتم التصرف، وأدرككم الشح المردي، ومنعتم ذوي الحاجات حاجاتهم، وأرباب الحقوق حقوقهم: استوجبتم النيران، وحل بواديكم الخسران
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ لا تقرون بوحدانيته وربوبيته ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ﴾ ويرشدكم إلى معرفته بالحجج القاطعة، والبراهين الدامغة؛ فليس لكم عذر بعد ذلك ﴿وَقَدْ أَخَذَ﴾ الله ﴿مِيثَاقَكُمْ﴾ في صلب آدم؛ حين قال ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ وقلتم «بلى» (انظر آية ١٧٢ من سورة الأعراف)
﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ﴾ محمد ﴿آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ محكمات، واضحات ﴿لِّيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ من الكفر إلى الإيمان، ومن الجهل إلى العلم (انظر آية ١٧ من سورة البقرة)
﴿لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ﴾ أي فتح مكة، ورفعة الإسلام، وانتصار المسلمين. أو هو فتح الحديبية
﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ في الدنيا. (انظر آية ٢٤٥ من سورة البقرة)
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ في الجنة ﴿يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ أمامهم. والمراد بذلك: أن وجوه المؤمنين تصير مضيئة كضوء القمر في سواد الليل؛ تكريماً لهم وتشريفاً؛ ويؤيده ما بعده ﴿انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ﴾ وحقاً إن للمؤمن لنوراً يراه كل من أنار الله تعالى بصيرته في هذه الحياة الدنيا؛ فكيف بيوم القيامة: يوم الجزاء والوفاء
-[٦٦٧]- ﴿وَبِأَيْمَانِهِم﴾ أي يصير النور أمامهم وحواليهم؛ ويقال لهم ﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ﴾ تدخلونها


الصفحة التالية
Icon