﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ﴾ وهم في العذاب والظلمات ﴿لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا﴾ أي انظروا إلينا ﴿نَقْتَبِسْ﴾ نأخذ ونستمد ﴿مِن نُّورِكُمْ﴾ فقد أعمانا ما نحن فيه من الظلمات ﴿قِيلَ﴾ أي قالت لهم الملائكة ﴿ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً﴾ أي ارجعوا إلى أعمالكم التي عملتموها في الدنيا: هل تجدون فيها ما يؤهلكم للاستمتاع بهذا النور الذي يشع من المؤمنين وعليهم؟ ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم﴾ أي بين المؤمنين والمنافقين ﴿بِسُورٍ﴾ هو سور الأعراف ﴿بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ أي باطن السور فيه المؤمنون والجنة ﴿وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ﴾ من جهته ﴿الْعَذَابُ﴾ الكفار والنار أي ينادي المنافقون المؤمنين؛ قائلين لهم
﴿أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ﴾ في الدنيا: نصلي مثلما تصلون، ونصوم مثلما تصومون، ونحج مثلما تحجون؟ ﴿قَالُواْ﴾ أي قال المؤمنون للمنافقين ﴿بَلَى﴾ كنتم تعبدون معنا كما كنا نعبد، وتشهدون كما كنا نشهد ﴿وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ أهلكتموها بالنفاق، وأوقعتموها في العذاب ﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾ انتظرتم بالمؤمنين الدوائر ﴿وَارْتَبْتُمْ﴾
شككتم في أمر التوحيد ﴿وَغرَّتْكُمُ﴾ خدعتكم ﴿الأَمَانِيُّ﴾ الأطماع الكاذبة؛ فلم تجاهدوا مع المجاهدين، ولم تنفقوا مع المنفقين ﴿حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ﴾ الموت ﴿وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ الشيطان
﴿هِيَ مَوْلاَكُمْ﴾ أي أولى بكم
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ﴾ أي ألم يجىء الأوان الذي فيه تخشع قلوب المؤمنين ﴿لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ القرآن ﴿وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ﴾ وهم اليهود والنصارى ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ﴾ الأجل أو طال الزمن بين نزول الكتب إليهم، ونزول الرسل بعد ذلك ﴿فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ وكفروا بما آمنوا به، وتنكروا لكتبهم وشوهوها وحرفوها


الصفحة التالية
Icon