﴿وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ اللائي لحقن بأهلهن من ﴿الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ﴾ أي فأردتم القصاص ﴿فَآتُواْ الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ﴾ أي أعطوهم ﴿مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ﴾ من المهور على أزواجهم. وذلك من مهور من لحق بكم من المؤمنات اللاتي كن متزوجات من الكفار؛ وبذلك تحصل المقاصة التي أمر بها الله تعالى، وتقرها القوانين الوضعية ﴿وَاتَّقُواْ اللَّهَ﴾ فلا تجوروا في ذلك؛ بل مثل بمثل
﴿يأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ يعاهدنك: فعاهدهن ﴿عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً﴾ قد يكون المراد بالإشراك هنا: الإفراط في الحرص على المال، والإفراط في حب النفس والأولاد، والجبن؛ لأن الله تعالى وصفهن أولاً بالمؤمنات ﴿إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ﴾ فوجب أن ينصرف الشرك عن عبادة ما عدا الله تعالى؛ إلى ما يبلغ حبه والحرص عليه حد العبادة ﴿وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ﴾ لم يرد أن أما قتلت وليدها في الجاهلية؛ وإنما كان يقوم بذلك الرجال دونهن؛ بطريق الوأد خشية العار، والقتل خشية الإملاق. وقد كان ذلك يتم برضاهن؛ فكن شريكات في الإثم. قال: «إذا قتل إنسان في المشرق، ورضي عن ذلك إنسان في المغرب: كان شريكاً في دمه» ﴿وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَانٍ﴾ بكذب وزور ﴿يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ﴾ وهو ما أخذته المرأة لقيطاً؛ وزعمت لزوجها أنه ولدها منه بين وهو ما ولدته المرأة من زنى
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً﴾ لا تصادقوهم، ولا تتخذوا منهم خلصاء وأحباباً.
-[٦٨٣]- ﴿قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الآخِرَةِ﴾ أي أنكروا البعث ويئسوا من الإعادة يوم القيامة، أو يئسوا من الأجر والثواب؛ لأنهم لا إيمان لهم يجزون عليه، ولا عمل صالح يثابون بسببه ﴿كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ﴾ الأحياء ﴿مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾ أن يعودوا إليهم مرة ثانية. أو «كما يئس الكفار» الذين هم في القبور؛ أن يرجعوا إلى الدنيا، أو يأسهم من ثواب الآخرة؛ لانقطاع عملهم بموتهم.