سورة المعارج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ هو النضربن الحارث؛ حيث قال مستهزئاً «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم»
﴿مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ﴾ السماوات التي تعرج منها وإليها الملائكة، أو هي المصاعد التي تصعد بها الملائكة لتلقي أوامر ربها
﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ أي تصعد الملائكة وأرواح الخلائق، أو «الروح» جبريل عليه السلام ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ هو بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج؛ على منهاج التمثيل والتخييل؛ أي إنهم يصعدون في اليوم الواحد: ما لا يستطاع بلوغه في خمسين ألف سنة. أو هو يوم القيامة يراه الكافر - لكثرة عذابه وشدة بلائه - كخمسين ألف سنة
﴿فَاصْبِرْ﴾ يا محمد على أذى قومك ﴿صَبْراً جَمِيلاً﴾ لا جزع فيه، ولا تضجر منه
﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ﴾ أي يوم القيامة ﴿بَعِيداً﴾ أي مستحيلاً
﴿وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾ واقعاً لا محالة
﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ﴾ كالمعدن المذاب أو كدردي الزيت، أو كالقطران
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾ أي كالصوف المنفوش
﴿وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً﴾ أي لا يطلب صاحب من صاحبه شيئاً؛ وإن طلب فلا يجاب؛ لانشغال كل واحد بما هو فيه. والحميم: القريب والصديق
﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾ أي يبصر القريب قريبه، والصديق صديقه، لكنه لا يستطيع أن يسأله شفاعة أو أمراً من الأمور ﴿لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾
﴿وَصَاحِبَتِهِ﴾ زوجته
﴿وَفَصِيلَتِهِ﴾ عشيرته ﴿الَّتِي تُؤْوِيهِ﴾ تضمه وتكلؤه
﴿ثُمَّ يُنجِيهِ﴾ ذلك الافتداء
﴿كَلاَّ﴾ لن يكون شيء مما أراده
-[٧٠٩]- ﴿إِنَّهَا لَظَى﴾ لظى: علم للنار؛ من اللظى: وهو اللهب