﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى﴾ والشوى: جلدة الرأس؛ تحترق وتعود ثانية. وخصها بالذكر لأنها أشد الجسم حساسية وتأثراً بالنار
﴿تَدْعُو﴾ أي تنادى النار وتأخذ ﴿مَنْ أَدْبَرَ﴾ عن سماع القرآن ﴿وَتَوَلَّى﴾ عن الإيمان
﴿وَجَمَعَ﴾ المال ﴿فَأَوْعَى﴾ أمسكه فلم ينفق منه حيث أمره الله تعالى. أو «فأوعى» أي جعله محفوظاً في وعائه؛ فلم يخرج منه شيئاً. أو هو من الوعي؛ أي جمعه وحفظه. ومن عجب أن يجمع الإنسان خشية العدم؛ وهو في نفس الوقت يسلم نفسه للعدم. قال الشاعر:
ومن ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر
﴿إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾ الهلع: سرعة الجزع ويفسره ما بعده
﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ﴾ الفقر
﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ﴾ الغنى
﴿إِلاَّ الْمُصَلِّينَ﴾ المؤمنين؛ فإنهم بخلاف ذلك: لا يجزعون بل يصبرون، ولا يمنعون بل ينفقون
﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ﴾ المقصود بالدوام هنا: الذي لا يتخلله انقطاع. جعلنا الله تعالى ممن يداوم على طاعته، ويحافظ على مرضاته
﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء؛ وهو يوم القيامة
﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ أي خائفون
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ لا يأمنه العاصي، ولا الطائع. جاء في الحديث الشريف، عن الصادق المصدوق؛ صلوات الله تعالى وسلامه عليه «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب: فيعمل بعمل أهل النار: فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب: فيعمل بعمل أهل الجنة: فيدخلها».
فلا بد للمؤمن أن يكون في خشية دائمة من ربه، وهذه الخشية يجب أن تكون مصحوبة بالحب والأمل، فإنه جل شأنه عند ظن عبده به:
إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ فلا يزنون
﴿فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذَلِكَ﴾ طلب غير الذي أحله الله تعالى ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ المعتدون على حرماته. (انظر آية ٧ من سورة المؤمنون)
﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ﴾ قال تعالى: ﴿وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ وقال جل شأنه: ﴿وَأَقِيمُواْ الشَّهَادَةَ لِلَّهِ﴾ وقال عز من قائل: ﴿كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾
﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ﴾ نحوك
-[٧١٠]- ﴿مُهْطِعِينَ﴾ مسرعين؛ أو دائمي النظر إليك


الصفحة التالية
Icon