﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ﴾ ممن سلك سبيلهم في التكذيب والكفر
﴿كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ الذين يسيرون على سنتهم، ويتبعون طريقتهم
﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ﴾ حقير؛ وهوالنطفة
﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ﴾
هو الرحم
﴿إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ توقيت يعلمه الله تعالى؛ هو مدة الحمل؛ فإنها تختلف بين الستة أشهر والتسع؛ عدا بعض الحالات الشاذة
﴿فَقَدَرْنَا﴾ جميع ذلك لحكمة عظيمة؛ لا يعلمها الأكثرون: فقد يتلف الجنين لو بقي في بطن أمه أكثر من ستة أشهر، وقد يتلف غيره من الأجنة لو لم يمكث تمام شهوره التسعة، وقد تتلف الأم لو بقي الجنين أكثر، أو أقل فتعالى المقدر الحكيم العليم
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَآءً وَأَمْواتاً﴾ أي تكفت الناس أحياء على ظهرها، وأمواتاً في بطنها. والكفت: الجمع والضم
﴿رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ﴾ جبالاً ثوابت، طوالاً شواهق ﴿مَّآءً فُرَاتاً﴾ عذباً. يقال: فرت الماء؛ إذا عذب
﴿انطَلِقُواْ إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ أي انطلقوا إلى الذي كذبتم به
﴿انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ﴾ وهو دخان جهنم: يتشعب ثلاث شعب؛ لعظمه
﴿لاَّ ظَلِيلٍ﴾ أي لا يظل من حر ذلك اليوم
﴿إِنَّهَا﴾ أي جهنم ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ وهو البناء الشامخ العظيم، أو الحصن، أو هو الغليظ من الشجر
﴿كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ﴾ جمع جمل؛ كحجر وحجارة ﴿صُفْرٌ﴾ أي سود. جاء في لغة العرب: الأصفر: الأسود
﴿هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ﴾ فيه بشيء
﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ﴾ بين الخلائق
﴿فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ﴾ حيلة تدفعون بها عذابي عنكم وتحولون بين بطشي بكم ﴿فَكِيدُونِ﴾ فافعلوا هذه الحيلة. وهو سؤال تحد: لإظهار ضعفهم، وتبكيتهم على ما فعلوه في الدنيا
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ﴾ جمع ظل؛ والمراد به تكاثف أشجار الجنة، لأن الجنة ليست فيها شمس فيستظل من حرها ﴿وَعُيُونٍ﴾ جارية