﴿ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ﴾ أحياه بعد موته، وقت مشيئته
﴿كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ﴾ أي لم يفعل الكافر ما أمره الله تعالى به من الإيمان؛ حتى الآن، و «لما» تفيد النفي إلى الحال؛ لأن منفيها متوقع الثبوت؛ بخلاف منفى «لم» فإنه يحتمل الاتصال والانقطاع؛ كلم يكن، ثم كان
﴿فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ﴾ نظر تدبر ﴿إِلَى طَعَامِهِ﴾ أي فليتأمل كيف دبرنا طعامه الذي يأكله ويحيا به، وكيف صنعناه؟ ولينظر إلى الحبوب وأنواعها؛ والثمار وطعومها، والأزهار وألوانها؛ ليعلم أن هذا بتقدير منا، وتفضل من لدنا، ولينظر كيف
﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً﴾ من السماء أو الأنهار المتكونة من الأمطار
﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً﴾ بالنبات
﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً﴾ كالحنطة، والشعير، وغيرهما
﴿وَعِنَباً وَقَضْباً﴾ القضبة: الرطبة؛ وهو كل نوع اقتضب - أي اقتطع - فأكل طرياً، وهو أيضاً ما يسقط من أعالي العيدان لمزيد نضجه
﴿وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً﴾ (انظر آية ٢٦٦ من سورة البقرة)
﴿وَحَدَآئِقَ غُلْباً﴾ بساتين كثيرة الأشجار
﴿وَأَبّاً﴾ مرعى لدوابكم؛ من أبه: إذا أمه؛ أي قصده
﴿فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ﴾ صيحة القيامة؛ لأنها تصخ الآذان؛ أي تصمها
﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ﴾ مساعدة ﴿أَخِيهِ﴾ ومعاونته والأخ واجب المعاونة والمساعدة في كل وقت، وفي كل حين من
﴿وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ﴾ وبرهما فرض عليه
﴿وَصَاحِبَتِهُ﴾ زوجته؛ وقد كلف بحفظها ورعايتها، والذب عنها ﴿وَبَنِيهِ﴾ وهم صنو روحه، وقطعة من كبده
﴿لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ﴾ أخاً، أو أماً، أو أباً، أو زوجاً، أو ابناً؛ لكل واحد منهم في ذلك اليوم ﴿شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ شغل شاغل، وخطب هائل؛ يصرفه عن الاهتمام بغيره، إلى الاهتمام بنفسه. وفي هذا ما فيه من الدلالة على ما يكتنف هذا اليوم العصيب من أحداث تخرج المرء عن صوابه، وتشغله بما حل به
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ﴾ مضيئة؛ وهي وجوه المؤمنين
﴿ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ﴾ بما أعده الله تعالى لها من الثواب والجزاء
﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾ كدورة؛ وهي وجوه الكافرين
﴿تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ تعلوها ظلمة وسواد


الصفحة التالية
Icon