﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ هو كل والد وولده؛ من إنسان وحيوان وغيرهما
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ في مشقة ومكابدة: فالفقير - في هذه الحياة الدنيا - يكابد من آلامها وهمومها ما يكابد في سبيل نيل قوته، وإدراك عيشه. والغني يكابد فيها أيضاً في سبيل المحافظة على ماله، والخوف على حياته. هذا غير ابتلاء الأغنياء بالمرض، والأصحاء بالفقر؛ وبذلك لا يكون على ظهر الأرض إنسان لم ينل حظه من الامتحان والابتلاء، والمكابدة
﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ لقوته، وكثرة ماله
﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً﴾ كثيراً مجتمعاً. يقول ذلك على سبيل الفخر والرياء، وهو على عادة الجاهلية؛ من ادعاء الكرم والتظاهر به. وقيل: يفتخر بإهلاك ماله في سبيل عداوة محمد والمؤمنين
﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ حين كان ينفق هذا المال في غير مواضعه، وأن الله تعالى لا يحاسبه عليه، ولا يجازيه عنه
﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ يرى بهما
﴿وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ﴾ ينطق بهما
﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ﴾ أوضحنا له طريق الخير، وطريق الشر (انظر آية ١٧٦ من سورة الأعراف)
﴿فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ أي فهلا شكر تلك النعم الجليلة؛ بأن عمل الأعمال الصالحة: مثل الإعتاق، والإطعام، وغير ذلك
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ تعظيم لشأنها
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ إعتاق رقبة (انظر آيتي ١٧٧ من سورة البقرة و٩٢ من سورة النساء)
﴿مَسْغَبَةٍ﴾ مجاعة
﴿أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ هو الفقير الشديد الفقر، اللاصق بالتراب
﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ﴾ أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على المصائب، والشدائد، ونوائب الدهر، ويتواصوا أيضاً بالصبر على طاعة الله تعالى، وعن محارمه ﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ﴾ بالتراحم فيما بينهم
﴿أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ أولئك هم السعداء يوم القيامة وهي من اليمين، أو من اليمين: بمعنى البركة
﴿أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ وهم الأشقياء يوم القيامة. وهي من الشمال، أو من الشؤم
﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ﴾ أي مطبقة عليهم ومغلقة؛ من آصد الباب: إذا أغلقه.