﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ الشرائع السليمة ﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ طرق من سبقكم من رسل الله تعالى وأنبيائه، وعباده المؤمنين الصالحين
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ يغفر ذنوبكم، ويعفو عما سلف من آثامكم ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ﴾ من شياطين الإنس؛ الذين نسوا مولاهم، وجعلوا إلههم هواهم ﴿أَن تَمِيلُواْ﴾ عن الإيمان والحق
﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾ بما يسره وأباحه لكم؛ من زواج الأمة - عند تعذر زواج الحرة - وبما رخصه لكم ﴿وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً﴾ لا يستطيع الصبر عن النساء
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ بما لم يبحه الشرع؛ كالغصب، والقمار، والربا، والسرقة، وما شاكل ذلك
﴿إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً﴾ تديرونها بينكم ﴿عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ﴾ على أن يكون التراضي غير مشوب بإكراه؛ كمن يرى تاجراً في ضيق فينتهز فرصة ضيقه وإفلاسه، ويساومه في بضاعته، بدون ثمنها المعلوم، أو بأقل مما يشتري به مثلها؛ فيقبل البائع مضطراً؛ لحاجته. ويقول المشتري في نفسه: أليس البيع عن تراض؟ أليس من حقي أن أشتري بالثمن الذي أرتضيه؟ ويستحل بذلك ما حرم الله تعالى فليس هذا بالتراضي المطلوب الذي أراده الله تعالى؛ بل هو بالغصب أشبه. وإنما التراضي: أن تكون نفس البائع راضية؛ ونفسه لن تكون راضية وهو خاسر في بيع سلعته؛ أكرهته الظروف على هذا البيع، واضطرته مطامع المشتري إليه فليتق الله من يرغب في جنته، وليتجنب الشبهات في ماله وعرضه ودينه ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي لا يقتل بعضكم بعضاً، أو لا تفعلوا ما يوجب قتلها. أو هو على ظاهره بمعنى الانتحار
﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ﴾ بأن يأكل أموال الناس بالباطل، أو يشتري بغير تراض، أو يقتل النفس التي حرم الله تعالى قتلها ﴿عُدْوَاناً﴾ منه على الغير ﴿وَظُلْماً﴾ لهم ﴿فَسَوْفَ نُصْلِيهِ﴾ ندخله ﴿نَاراً﴾ جهنم وبئس المصير
﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾ الكبائر: لا تعد، ولا تحد؛ وأكبرها: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، والزنا، وشرب الخمر، وقول الزور، والفرار يوم الزحف. وقد قالوا: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار أي إن الصغائر إذا لازمها المذنب وأصر على إتيانها: فهي كبائر، والكبائر إذا ندم على ارتكابها، واستغفر ربه منها؛ قبله الله تعالى وغفرها له ﴿نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾
-[٩٨]- المراد بالسيئات: الصغائر