و" عاصم " مع " لا " بمنزلة اسم واحد مبني على الفتح لتضمنه معنى " مِنْ "، لأنّ هذا جواب " هل من عاصم " وحق الجواب أن يكون وفق السؤال، فكان يجب أن يكون " لا من عاصم " إلا أنّ " مِنْ "، حذفت، وضُمِّن الكلام معناها، فبني الاسم، وخبر " لا "، اليوم "، والعامل في " اليوم " الخبر المحذوف، كأنّه في التقدير: لا عاصم كائن اليوم، ولا يجوز أن يعمل عاصم في " اليوم " لأنّه يصير فى صلته، ويبقى بلا خبر.
* * *
قوله تعالى: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)
يسأل عن قوله: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أنّه ليس من أهلك الذين وعدتك أنّ أنجيهم معك، وكان ابنه لصُلبه، عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك، واحتجوابقوله: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ).
وقدره بعضهم: ليس من أهل دينك.
والثاني: أنّه لم يكن ابنه لصلبه، ولكن كان ابن امرأته، وروي عن الحسن ومجاهد أنهما قالا كان لغير رشده.
وقال أصحاب المعارف اسمه (يام).