وقرأ الباقون رفعا على الابتداء و (وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ) الخبر، ويجوز أن ترفعه بالظرف الذي هو (وراء) وهو قياس قول أبي الحسن الأخفش.
* * *
قوله تعالى: (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢))
البعل: الزوج، وأصله القائم بالأمر، ومن هذا قيل للنخل بعلٌ. وهو الذي استغنى عن سقي الأنهار والعيون وماء السماء؛ لأنّه قائم بأمره في استغنائه عن تكلف السقي.
وبعل اسم صنم، ومنها قوله تعالى (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ).
والعجيب والعجاب بمعنى واحد، قال ابن إسحاق: كان لإبراهيم عليه السلام حين بشر بإسحاق ويعقوب مائة وعشرون سنة ولسارة تسعون سنة.
ويُسأَل عن النصب في قوله (شَيْخًا)؟
والجواب: أنّه منصوب على الحال، والعامل فيه معنى التنبيه الذي في (ها)، كأنّه قال: انتبه وانظر. وإن شئت جعلت العامل فيه معنى الإشارة، أي: أشرت إليه شيخاً. وإن شئت أعملت فيه مجموعهما. وكذا ما جرى مجراه، تقول: هذا زيد مقبلًا، ولا يجوز: مقبلا هذا زيد؛ لأنَّ العامل غير متصرف، فإن قلت: ها مقبلا ذا زيد، وجعلت العامل معنى الإشارة لم يجز، وإن جعلت العامل معنى التنبيه جاز.