والثاني: أنّه تمييز، كما تقول: عندي عشرة أرطال زيتًا، قال الربيع بن صبع الفزاري:
إذا عَاشَ الفَتَى مِئتَينِ عَامَا | فَقذ ذَهبَ البَشَاشة والفَتَاءُ. |
* * *
قوله تعالى: (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي)
الأصل: لكن أنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي، فألقيت حركة الهمزة على النون فصار: (لَكِنَنَا) فأسكنت النون الأولى كراهة لاجتماع المثلين، ثم أدغمت في الثانية فصار: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي؛ ويجوز فيها خمسة أوجه:
أحدها: لكن هُوَ اللَّهُ رَبِّي، لأنّ ألف (أنا) محذوف في الوصل، قال الشاعر:
وتَرْمِيْنَنِ بالطَّرْفِ أَيْ أنْتَ مُذْنِبٌ | وتَقَلِيْنني لكنَّ إياكِ لا أَقْلِيْ |
والثالث: لَكِنَّنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي. بطرح الهمزة وإظهار التنوين.
والرابع: لكنْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي، بالتخفيف.
والخامس: لكن أنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي، على الأصل.
* * *
قوله تعالى: (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)