فالباء على هذا لتعدي الفعل.
وقيل: الباء زائدة. والمعنى: تنبت الدهن كما قال الشاعر:
نحنُ بَنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ | نَضْرِبُ بالسيفِ ونرْجُو بالفَرَجْ |
وقيل: " الباء " ليست بزائدة، والمفعول محذوف و" الباء " في موضع نصب على الحال تقديره:
تنبت ثمرها بالدهن. أي: وفيه الدهن. كما قال الشاعر:
ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرو | فِ قَدْ قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ |
فهذا على مذهب من ضم (التاء)، فأما من فتحها فيجوز فيه وجهان:
أحدهما: أن تكون للتعدي على حد قولك: ذهبت بزيد، وأنت تريد: أذهبت زيداً فكأنه في التقدير: تنبت الدهن، ومثله: (مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ)، أي: تنيء العصبة، وليس قول أبي عبيدة إنه مقلوب، وإن المعنى فيه: ما إنَّ مفاتحه لتنوء العصبةُ بها بشيء لأنّ هذا القلب إنما يقع من الضرورة نحو قول الشاعر:
كانت فريضةُ ما تقولُ كما | كانَ الزِّناءُ فريضةَ الرَّجْمِ |