والثاني: حال مؤكدة، نحو قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا)، فهذه حال مؤكدة؛ لأنّ صراط الله لا يكون إلا مستقيماً. ومثله (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا)، لأنّ الحق لا يكون إلا مُصَدِّقًا.
والثالث: حال منقلبة، نحو قولك: قام زيد ضاحكاً؛ لأنَّه يجوز أن يقوم عابساً، ففرقت بين المعنيين.
والرابع: حال منفية، نحو قولك: ما لزيد غيرَ ملتفتٍ ولا مقبلٍ علينا.
وأجمع القراء على رفع (العلماء) ونصب (اسم الله تعالى)، وهو الصواب الذي لا معدل عنه، إلا أنّ طلحة بن مصرف قرأ كذلك: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءَ) فرفع (اسم الله تعالى) ونصب (العلماء)، ويروى مثل ذلك عن أبي حنيفة، وأكثر أهل العلم يذهب إلى أنّه لحن، وقد اعتذر بعضهم لهذا بأن قال: هو على القلب. كما تقول: تهيبني الفلاةُ، في معنى تهيبت الفلاة، وكما قال الشاعر:
غداةَ أحلَّتْ لابنِ أَصْرَمَ طَعْنَةٌ | حُصينٍ عَبيطاتِ السَّدائِفِ والخمرُ |
حلّت ليَ الخمرُ وكنت امرءًا | عن شُربها في شُغلٍ شاغلِ |
وقيل: (يَخْشَى) بمعنى: يعلم، والمعنى: كذلك يعلم الله من عباده العلماء، وهذه التأويلات بعيدة.
* * *