وَمِنْ سُورَةِ (الْإِخْلَاصِ)
قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢))
قال الفراء: سأل الكفار النبي صلى الله عليه، فقالوا: ما ربُّك؟ أمن ذهب أم من فضة؟ أيأكل أم يشرب؟ فأنزل الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ)، والتقدير على هذا: قل الحديث الذي سألتم عنه (اللَّهُ أَحَدٌ) فـ (هُوَ) مبتدأ و (اللَّهُ) مبتدأ ثانٍ و (أَحَدٌ) خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر عن الأول، هذا مذهب البصريين.
وقال الكسائي: (هو) عماد حكى ذلك الفراء وخطأه فيه؛ لأنّه ليس قبله ما يعتمد عليه. وهو كما قال؛ لأنَّ العماد إنما يكون بين معرفتين لا تستغني إحداهما عن الأخرى، أو بين معرفة ونكرة تقارب المعرفة، وذلك في باب الابتداء، وباب كان، وباب (إن)، وباب الظن.
* * *
وقوله: (اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)) (اللَّهُ) مبتدأ، و (الصَّمَدُ) خبره، ويجوز أن يكون (الصَّمَدُ) نعتاً لله تعالى، و (اللَّهُ) خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الله الصمد، وقيل: (اللَّهُ) بدل من (أحد) كأنّه في التقدير: قُلْ هُوَ اللَّهُ الصَّمَدُ.
واختلف في (الصَّمَدُ):
فقيل: هو السيد، وأنشد النحويون:
لقَد بَكّر النَاعي بخير بني أسَدْ | بعَمر بن مَسعُود وبالسَّيد الصَمَدْ |