علمهم إلى قولهم الذي قالوا أ. هـ (١).
ومراده أن الوقف تام على ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ﴾ ثم يبتدأ ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ فهم لا يعلمون تأويل المتشابه ولكنهم يكلون علمه إلى الله تعالى (٢)، وعليه فـ"الواو" لاستئناف خبر عن الراسخين في العلم وليست عاطفة، و (الراسخون) على هذا مبتدأ خبره (يقولون آمنا به) والقول بأن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه هو الصحيح، وهو مروي عن أبي كعب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس في رواية طاووس عنه (٣)، وهو الصحيح عنه (٤)، وبه قال أكثر السلف، منهم عمر بن عبد العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك (٥).
_________
(١) تفسير الطبري (٣/ ١٨٣) والدر المنثور (٢/ ٧) وسيأتي إن شاء الله الكلام عليها مفصلاً.
(٢) سأفضل القول هنا في هذا الوقف وشهرته.
(٣) ينظر: الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري (٢/ ٥٦٨) وتفسير الطبري (٣/ ١٧٥، ١٨٣) والقطع والاستئناف لابن النحاس (٢١٢، ٢١٣) وتفسير البغوي (٢/ ١٠) وزاد المسير (١/ ١٧٨) وتفسير القرطبي (٢/ ٢٨٧) وسيأتي في القول الثاني الكلام على رواية مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) تفسير السمعاني (١/ ٢٩٥).
(٥) ينظر: تفسير الطبري (٣/ ١٧٥ - ١٨٣) وتفسير ابن عطية (١/ ٤٠٣) والبرهان للزركشي (٢/ ١٩٩) والدرر المنثور (٢/ ٧).