ومن الأدلة التي ذكرت لهذا القول قول الزركشي:
(إن الكل قائلون به لأننا لم نر المفسرين إلى هذه الغاية توقفوا عن شيء من القرآن فقالوا متشابه بل أمروه على التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة) أ. هـ (١).
وقد يجاب عن هذا الإيراد: بأن العلماء وإن كانوا لم يتركوا آية من القرآن إلا وكلموا عليها إلا أنه لا يعلم أي الوجوه المحتملة هو الحق إلا الله فتعيين المراد من هذه الوجوه لا يعلمه إلا الله قال الإمام الوزير الصالح عون الدين يحيى بن هبيرة: (ما من آية من القرآن إلا وقد فسرها العلماء، لكن لا يعلم المراد من تلك الوجوه المحتملة إلا الله). أ. هـ (٢).
بشيء من الاختصار.
وأعظم أسباب اختلاف العلماء في هذه المسألة مبني على
_________
(١) البرهان: (٢/ ٢٠٢).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (١/ ٢٧٢) وابن هبيرة عون الدين يحيى بن هبيرة وزير صالح مشهور بالفقه والزهد كان ينفق على أهل العلم ويجالسهم ويراجعم مسائل الفقه وكان أول أمره فقيرًا وله كتاب مشهور شرح به الصحيحين وهو الإفصاح عن معاني الصحاح مطبوع، أثنى عليه العلماء. ومنهم ابن الجوزي الثناء الكثير ترجمته في (ذيل الطبقات): (١/ ٢٥١ - ٢٨٩).


الصفحة التالية
Icon