الراسخون، وإنما امتنع العطف لمخالفة علم الله لعلم الراسخين (١).
والقول الثاني: القول بالوقف فلا يجزم بأحد هذه الأقوال لتعارض الأدلة (٢)، ومعلوم أن هذا القول لا يمكن العمل به في الوقف، لأنه إن وصل فقد عطف الراسخين في العلم، وأشركهم مع الله تعالى في معرفة تأويل المتشابه، فإن وصل القارئ ووقف على قوله تعالى: ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ فالوقف عليها صالح كما قاله صاحب المرشد، فإنه قال: (الوقف على ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ صالح على المذهبين). أ. هـ (٣).
والراجح أن الخلاف في الأصل ليس بلفظي لأن المتشابه مختلف في المراد به وعلى هذا الخلاف ينبني الخلاف في الوقف كما تقدم.
وقول أكثر العلماء وهو أن الوقف على لفظ الجلالة أصح، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني، والأدلة التي تقدمت عند ذكره قوية، ولو لم يكن فيها إلا القراءات الثابتة
_________
(١) عزي هذا إلى أبي إسحاق الشيرازي الشافعي والسهيلي عبد الرحمن بن عبد الله الضرير (ت: ٨٥١) شرح الكوكب الموضع السابق.
(٢) عزي إلى القفال الشاشي ينظر: البحر المحيط للرزكشي (٣/ ١٠٤٦) والتحرير للمرداوي (٣/ ١٤١٢) وشرح الكوكب المنير (٢/ ١٥٣).
(٣) المقصد (٢٢).