القول الذي قبله.
٨ - هو الواضح المعنى الظاهر الدلالة، إما باعتبار نفسه أو باعتبار غيره، والمتشابه ما لم يتضح معناه لا باعتبار نفسه ولا باعتبار غيره، اختاره الإمام الشوكاني في تفسيره وهو قريب من القول الذي قبله، فهذه الأقوال الثلاثة الأخيرة هكذا عدها جماعة من العلماء ومن تأملها علم أنها ترجح إلى قول واحد لكن القولين الأخيرين فهما زيادة إيضاح.
٩ - أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة والمتشابه ما كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات واختصاص الصيام بشهر رمضان دون شعبان (١).
وأرجحها في نظري القول بأن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجهًا والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجهًا لأن معنى الإحكام والتشابه لغة يدل على ذلك ولأنه تعالى قال في وصف المحكمات ﴿هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ وذلك دال على أن المحكمات أصل يرد إليهن غيرهن ولو لم يكن المحكم كذلك
_________
(١) ينظر تفسير الطبري (٣/ ١٧١ - ١٧٥) وإعراب القرآن لابن النحاس: (١/ ٣٥٥) والحاوي في فقه الإمام الشافعي للماوردي (١٦/ ٧١، ٧٢) والبرهان (٢/ ١٩٩ - ٢٠١) وفتح الباري (٨/ ٢١٠، ٢١١) والإتقان: (٢/ ٢، ٣) وفتح القدير للشوكاني (١/ ٣١٧).