قال مجاهد وغيره: على تؤدة (١).
وهذا ما جعل أكثر السلف يفضلون القراءة المتأنية المترسلة، فثبتت أن مجاهدًا رحمه الله تعالى سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة قيامهما واحد وركوعهما وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة ثم قرأ: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾ [الإسراء: ٤٦] رواه ابن المبارك في الزهد (٢) وأبو عبيد في فضائل القرآن (٣) وابن أبي شيبة وغيرهم (٤)، وثبت أن أبا جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث، قال: (لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول) رواه أبو عبيد وغيره (٥)، وفي الأخبار الثابتة: أن عمر رضي الله عنه: قرأ في
_________
(١) تفسير الطبري (١٥/ ١٧٩ وأخلاق حملة القرآن للآجري رقم (٨٨).
(٢) الزهد لابن المبارك ص (٤٥٥).
(٣) أبو عبيد في فضائل القرآن ص (١٥٨).
(٤) المصنف لابن أبي شيبة (١٠/ ٥٢٦) وأخلاق حملة القرآن للآجري رقم (٩٠) والتمهيد لأبي العلاء الهمذاني (١٤٩، ١٥٠).
(٥) فضائل القرآن (١٥٧) وأخلاق حملة القرآن للآجري رقم (٨٩) رواه ابن عليه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي جمرة (وهو نصر بن عمران) وهو على شرط الشيخين.