الإسلام في رده على أمثال هؤلاء قال: إن القول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء من أن الأجسام تنقلب من حال إلى حال هو قول الفلاسفة والأطباء.
ثم ذكر الحق في هذه المسألة فقال: وهذا القول وهو القول في خلق الله للأجسام التي يُشاهد حُدوثها أن يقلبها ويُحيلها من جسم إلى جسم هو الذي عليه السلف والفقهاء قاطبة والجمهور.
أنظر الفرق الذي ذكر الشيخ وهو أن مذهب السلف أنه سبحانه وبحمده يحيل المواد من جسم إلى جسم وليس بالتحول في التركيب الذري وسوف أنقل ما يوضح هذا من كلامه.
قال: ولهذا يقول الفقهاء في النجاسة، هل تطهر بالاستحالة أم لا؟ كما تستحيل العذرة رماداً والخنزير وغيره ملحاً ونحو ذلك.
يريد الشيخ بكلامه هذا أنه مُتَقرّر عند فقهاء أهل الإسلام أن هذه المواد تستحيل إلى مواد أخرى وإنما نقاشهم في شأن طهارتها ونجاستها، وهذا هو قلب المادة إلى مادة أخرى.
يوضحه قوله: والمني الذي في الرِّحم يقلبه الله علقة ثم مضغة، وكذلك الثمر يُخلق بقلب المادة التي يُخرجها من الشجرة من الرطوبة مع الهواء والماء الذي نزل عليها وغير ذلك من المواد التي يقلبها ثمرة بمشيئته وقدرته.