فالسالك لهذه الطرق يُفني عمره ويُخاطر بدينه ولا سلامة له من غوائلها وفي الآخرة تحصل له نتائج هزيلة ركيكة من جنس ما يقال: السيف أمضى من العصا، مع أنه لا تمكن السلامة من باطل هذه العلوم.
وقد نظرت في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يرد به على أهل المنطق فرأيته مرتين وهو يصف اعوجاج طرقهم وبُعدها وسوء نتائجها يذكر الذي يُسأل أين أذنه؟ فيلْوي يده من خلف رأسه ليشير إلى أذنه، يعني أن الأمر أيسر وأسهل وأقرب من فعل هذا الأحمق، كذلك فإن هذه الطرق المحدَثة لفهم القرآن المزعوم وإعجازه الموهوم ليست عِلّتها فقط طول مُقَدِّماتها وتعسّر فهمها والانحطاط إلى مستويات مُتَدّنّية للمؤمن بمجارات الكفار وتعظيمهم وظن أن الذي فُتِحَ عليهم خير يستحق الالتفات إليه، وإنما البلاء أعظم فإن كشوفاتهم كفيلة ضامنة لفساد العقيدة السليمة.
إن حاجة المسلمين اليوم الكبرى أن يردوا الكفار إلى أماكنهم لا أقول: الطبيعية وإنما أقول: أماكنهم الدينية، إنهم في كلام ربنا أضل من الأنعام فما بالنا جعلناهم سادة الأنام، وعلومهم مناراً هادياً لمن يروم فهم القرآن والإسلام؟.
الحقيقة أن هذا لا يُستغرب لأنه من ثمار غربة الدين.


الصفحة التالية
Icon