ولذلك تكلموا في أزمان سحيقة لا حقيقة لها وإنما هي خيالات في أذهانهم الخاوية، كما تكلموا في أبعاد خيالية مُتناسبة مع تلك الأزمان وكل ذلك صور مرسومة في أذهانهم لا وجود لها في الخارج.
والصور الذهنية الخيالية لا حَدَّ لها وهي تذهب في الماضي الخيالي السحيق، والمستقبل الخيالي البعيد، بل والحاضر المباشر العتيد، كل ذلك في مجال التصوّر والخيال لا حدّ له ولا ضابط.
والمراد أنهم حاولوا في الماضي على أبعاد خيالية سحيقة وقد مَرَّ كلام صاحب كتاب توحيد الخالق أن الأرض والكواكب نشأت منذ ٤. ٥ بليون سنة.
أصل الكون عندهم هو السديم أو الضباب الكوني أو الغبار أو الدخان، وهذه كلها مواد متشابهة، ويزعمون أن هذه المادة الغازية كانت تدور بسرعة فانفصلت منها الكواكب ومن ضمنها الأرض.
وصارت هذه المنفصِلات تدور بنفس الطريقة والوجهة التي عليها المادة الأولى التي انفصلت عنها حسب نظرية نيوتن، وبعد الملايين والبلايين من السنين بردت الأرض وتصلّبت وصارت صالحة للحياة، ومن هنا يُكمل الداروينيون المنظومة فيبدأ طور الأميبا إلى آخر الدّجَل.
وإياك أن تسأل عن السديم من أين جاء أو من أوْجده؟ أو من الذي جعله يدور فكل هذا لا يهم سالك طريق القوم إنما المهم أن نتابع ونسكت لنحظى بالشرف الرفيع والعزّ المنيع.


الصفحة التالية
Icon