والآن جاء مفترق الطرق فدخان الملاحدة أو سديمهم أو غبارهم (جاء لا يعلم من أين ولكن جاء) (١)، إنه جاء من نفسه وصار يدور من نفسه وانفصلت عنه الكواكب الأسطورية من نفسها ودارت حوله بنفسها وكان الممسك لها الأجرام العظيمة الدائرة بالفضاء حول توابعها: (إسحاق نيوتن) بنظرية الجاذبية، وقد تقدم ذكر ذلك.
والآن جاء دَور صاحب الإعجاز حيث يقول: نعم هؤلاء كفار ملاحدة معطلة لكن هذا علم ونحن نأخذ منهم العلم، فنأخذ نظرية السديم أو الدخان ونتابع معهم نشأة الكون وفَرْقٌ بيننا وبينهم، فهم لا يُقِرِّون بالخالق ونحن نُقِرُّ به، نقول: الذي أوجد هذه المادة الأولى هو الله، والذي جهل هذه الكواكب ومن ضمنها الأرض تدور هو الله، والممسك لها هو الله.
تأمل معي أيها القارئ في هذا المفترق ما انجرّ على عقيدة أهل الإسلام من البلاء العظيم، هذه النظرية مبنيّة على التعطيل وتنتهي إليه ومع هذا يُقال: إن هذا فعل الله وخلق الله وتكوين الله وتُلتمس آيات من القرآن تُقْسَرُ قسْراً لتجاري العلوم والكشوف.
_________
(١) مأخوذ من قول بعض شعراء الضلال والحيرة:
جئتُ لا أعلمُ من أين ولكني أتيْتُ | ولقد أبصرتُ قُدّامي طريقاً فمشيْتُ |