شمس أو ألف شمس أو مليون شمس، كيف بمائة مليون شمس؟ كذلك الأمم قبلنا.
ومع هذا الخيال يقول سيد قطب بعد الكلام السابق: (والذي كشَفَه البشر جانب ضئيل صغير لا يكاد يُذكر من بناء الكون، وهو على ضآلته هائل شاسع يُدير الرؤوس مُجرّد تَصَوّره). انتهى.
تأمل الجانب الضئيل الذي لا يكاد يُذكر من بناء الكون تعرف معنى (الفضاء لا حَدَّ له) في كلامهم في علومهم الحديثة، كيف إذا عرفت أن مائة المليون الشمس كل شمس منها لها توابع كتوابع شمسنا هذه التي سَمّوها: (المجموعة الشمسية) وكل مجموعة شمسية المسافة بينها وبين توابعها ٣٦٧٥ مليون ميلاً.
ثم قال قطب: فالمسافة بيننا وبين الشمس نحو ثلاثة وتسعين مليوناً من الأميال ذلك رأس أسرة كوكبنا الأرضي بل هي على الأرجح أم هذه الأرض الصغيرة. انتهى.
هذه المسافة التي ذكر قطب هي المسافة بين الأرض والشمس عندهم، وهو هنا جاوز السماء الدنيا المحيطة بالأرض إحاطة الكرة بما فيها المبنية ذات الأبواب بأربعة وثمانين مليوناً من الأميال، حيث بيّنت قبل أن المسافة بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كما في الأحاديث وأنها تقارب تسعة ملايين كيلو متر مع اعتبار الفرق بين الميل والكيلو متر،