الإله الحق بالتألّه ونفيه عما سواه، وأصله المحبة، وصاحب كتاب توحيد الخالق أهملها، ولذلك قال: وتشتمل العبادة على الشكر والإنابة والسجود والتسبيح والخضوع والاستسلام والدعاء والتوكل، ولا يستحق أحد العبادة سوى الله. انتهى.
وهذا صحيح ولكنه ناقص حيث لم يذكر إفراد الله بالمحبة إذ هي أصل العبودية.
وعبارات السلف وافية بالمقصود بخلاف المتأخرين، وانظر ما نقله مؤلف كتاب (فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد) من كلام السلف في معنى "الإله" وتوحيد الإلهية) في أوله.
قال ابن القيم: (الإله) هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً وإنابة وإكراماً وتعظيماً وذلاً وخضوعاً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً.
إن مثل هذه التعريف يعطي العبد فرقاناً بين توحيد أفعال الرب سبحانه وتوحيد أفعال العبد فيفرّق بين ما يفعله هو وهو مطلوب منه وبين ما يُقرُّ به لربه، فالأول في اعتقاد فعل الرب والثاني في عمل العبد.
قال صاحب كتاب توحيد الخالق تحت عنوان: (الروح الإلهية):
إن أي كلام من كلام البشر، إنما يكون انعكاساً لشخصية قائلة، وعلمه ومزاجه ونفسيته، وكل كلام يحمل روح قائله لأنه أثر من آثاره، وقارئ القرآن المتدبر لا بد أن يقع في نفسه شعور بأن هذا القرآن كلام