فالشياطين تمثله، ويظنون أن روحه هي التي حضرت وإنما هو شيطان يُمثله.
والشياطين تقدر على أعظم من هذا إذا تقرّب إليها العبد بما يُسخط ربه، إما الكفر أو الفواحش وغيره، وقد ذكر ابن تيمية ما هو أعجب مما اغترّ به صاحب كتاب توحيد الخالق في كتاب (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) وفي مواضع من الفتاوى ذكرتُ طرفاً من ذلك وغيره في كتاب (الحق المستبين) وغيره.
أما أن يُقال: ما من صوت من الأصوات ولا عمل من الأعمال ولا حركة من الحركات إلا وهي مسجلة في سجل الكون ومدوّنة في كتاب الوجود وأن الملاحدة صنعوا آلات تصوير تُصَوِّر الأحداث الماضية فهذا أكذب الكذب وأبطل الباطل، ومما يُروِّج لأعداء الله من الأباطيل ليأخذوا من قلوب المسلمين عبوديتهم لربهم من الخوف والرجاء، وينقمع المسلم في ذُلٍّ نفسيٍّ لا يفارق قلبه أمام هؤلاء الملاحدة، وهو من جنس دعوى وصول القمر مع أن هذا لم يكن ولن يكون، وأنا أباهل من يدّعي هذه الدعوى الزائفة.
وإن جرأة صاحب كتاب توحيد الخالق على كلام الله وكلام رسوله جرأة عجيبة حيث أتى بسورة (الزلزلة) بعد الخارقة مُسْتدلاً


الصفحة التالية
Icon