أما أن تُحدث الأرض بما عُمل على ظهرها فشيء آخر غير تخريف الملاحدة حيث ينطقها الله الذي انطق كل شيء إذا شاء وذلك يوم القيامة، وهذا أمر زائد على ما يكتبه الحفظة فحديث الأرض بما عُمل عليها لا يكون إلا يوم القيامة.
أما ما زعمه صاحب كتاب توحيد الخالق فخوارق أعداء الله بلا شك ولا ريب والشياطين تعمل لأوليائها مثل هذا ولكن بشكل محدود وإنما يُسلطون على أمثالهم.
أما في سائر الناس وسائر الأحوال فلا يقدرون على شيء من ذلك.
والمثال المقرِّب للمسألة أن الشياطين حاضرة الناس يرونهم ويسمعونهم ويرون أفعالهم فمن تقرب إليها بما يحبونه خدموه بمثل هذه الخدمات وأحب ما يُحبون الكفر بالله والفواحش، وهذا أسهل على الشياطين لأنهم يقدرون على التشبه بالناس والحيوان بحيث لا يُفرق بين هذا وهذا، والصور لا تكلفهم شيئاً، فإن الله سبحانه أقدرهم على التصور بغيرهم بسهوله وسرعة ومطابقة.
وقد ضل في مثل هذا الخوارق خلائق لا سيما عباد القبور وغيرها من الأصنام فإن الشيطان يتمثل بصورة المقبور فيُرى خارجاً من القبر، وقد يقضي حاجة وليَّه من الإنس.


الصفحة التالية
Icon