التي يصفون فإن القوم يقرون أنها لا تُرى ولا بأكبر المجاهر فكيف بما يدور حولها من الكترونات وبروتونات ونيترونات؟
فهم إنما يظهر لهم آثار يُحيلونها إليها مع عدم وجودها على وَصْفِهم، كما يُحيلون دوران الأرض والكواكب إلى سديم معدوم لا وجود له، وإلى التجاذب الذي قررّه نيوتن فغايتهم نظريات مرسومة على الأوراق يَعْضدونها بأفلام مُمَثَّلةً على مقتضى عقائدهم في الكون وذراته، والمفتون المغرور من خُدِع بنظريات مرسومة مُلَوّنة وأفلام سينمائية وتلفزيونية أبرزها وأظهرها الخيال الضال، وقد راج المُحال في عصرنا لما كُثر التفلّت من تعاليم الدين الحق وكُثر التنكر لها وانطلق العقل من عِقال الشرع الذي مجاله الآمن وحي خالقه وخالق الكون سبحانه.
إن خروج العقل عما حَدّ له الشرع ولا شك يورده متاهات الحيرة والضلال، لأن الآمر بذلك والداعي إلى صراطه المُوغِل في الظلمات هو القائل لربنا عز وجل: (وَلأُضِلَّنَّهُمْ) وقد جعل الرب سبحانه له نصيباً مفروضاً يُحقِّق عليهم وبهم هذا الضلال والإضلال، قَدَرٌ نافذ وحكمة بالغة، (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) ولكن حكمته وأقداره السابقة وجود خليقته أن (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) ومن أراد إحراز دينه وتثبيت يقينه في مزَلّة، هي وعِزَّةِ ربي مَضَلّة فلينظر في كتاب (شفاء العليل في الحكمة والقضاء والقدر والتعليل) لابن القيم رحمه الله ففيه