يتسع بزعمهم.
إن الملاحدة ومن يُقَلّدهم إن أثبتوا سموات سبع شداد طباق مالها من فطور ولها أبواب والكرسي والجنة والملائكة والعرش وربه فوقه، إن أثبتوا ذلك كما ورد في الكتاب والسنة والإجماع، وقد تقدم بيان ذلك كله، إن أثبتوه صار للفضاء حداً ينتهي إليه والذي لا نسبة بينه وبين فضائهم لصغره وضيقه وهو الفراغ الذي بين جرم السماء وجرم الأرض.
وأنا أقول: صغره وضيقه بالنسبة لفضائهم المتخيَّل والذي لا وجود له خارج أذهانهم.
وإذا صار للفضاء حداً ينتهي إليه فإما أن تصطدم مجراتهم ببناء السماء وبالكرسي والعرش وبالجنة أو أنه لا مجرات إلا في خيالات مظلمات، والمجرة واحدة وهي نجوم صغيرة بالنسبة لغيرها من النجوم والتي نراها بعيوننا وكأنها سحاب رقيق تَشقه فجوة مستطيلة كمجرى النهر.
وقد بيّنت في (هداية الحيران) أن السفر إلى هذه المجرات خطْفة شيطانية وسفر خيالي.
والعجب من صاحب كتاب توحيد الخالق فقد تكلم في مقام الإحسان فقال: (المقام الأول وهو أعلاهما: أن تعبد الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة وهو أن يتنوّر القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة بالعرفان