إن صرف معاني كلام الله إلى هذه المعاني السخيفة الهزيلة التي على تقدير صحتها لا تُعلم إلا لأفراد قد لا يخطر ببالهم مثل ما صال به وجال صاحب كتاب توحيد الخالق.
أما ما يخاطب به الله عباده فهو الذي يعرفونه ليتحقق الانتفاع بالقرآن للمؤمن وقيام الحجة على الكافر.
قال ابن عباس في الآية: يقول: فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يُدخله الله في قلبه.
وقال ابن جرير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدّة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه عن قبول الإيمان وضِيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وِسْعِهِ وطاقته. انتهى.
أنظر كيف حصل معنى الآية للسلف بأهون سبب، فكل يعرف هذا، فإن من يروم صعود السماء يجد من الشدّة والضيق والحرج ما يُشعره بامتناع حصول مرامه، فكذلك من يُرِد الله إرادة كوْنيّة إضلاله نَقْل الصخر أيْسَر وأهْوَن عليه من سماع الموعظة والدعوة إلى الله والدار الآخرة.