(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا) الآية
قال صاحب كتاب توحيد الخالق تحت عنوان:
* مما تُنبِتُ الأرض:
كان المعلوم لدى الناس جميعاً، أن الذكورة والأنوثة لا توجد إلا في الإنسان والحيوان فقط، أما في النبات فهو كسائر الجمادات لا يتصف بذكورة أو أنوثة، وبالرغم من أن زراع -مثلاً- يعلمون أن النخل لا يُثمر إلا إذا أُبِّر (لُقِّحَ) بضرب أجزاء الطلع بطلع نخلة أخرى، فإن ذلكم لم يكن يعني لديهم أي شيء غير أنها عادة، أثبتت التجارب نفعها، ولذلك نجد في الحديث الشريف قصة من هذا النوع، فعندما مر الرسول ﷺ بقوم يؤبرون النخل نهاهم عن ذلك فانتهوا، ولم يحتجوا على رسول الله ﷺ بقولهم: إن النبات مذكر ومؤنث ولا يتم الثمر إلا بالتلقيح (التأبير) بين المذكر والمؤنث، وكذلك الرسول ﷺ علمه البشري، يقصر عن إدراك الزوجية الموجودة في النخل لأن الأجزاء المذكرة والمؤنثة غاية في الصغر لذلك وجدناه ينهاهم، فلما جاء وقت الثمر لم تثمر النخل، فذهبوا يشكون أمرهم إلى رسول الله ﷺ فقال لهم: (أنتم أعلم بشؤون دنياكم) (١) أي: إني لا أعلم بهذه الفنون الزراعية، وأنتم أعلم مني وليس ما
_________
(١) رواه مسلم (٤/ ١٨٣٦).