وفي مسند الإمام أحمد أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزَن وبين ذلك) (١).
أما آية سورة الحج (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ) قال ابن كثير: أي أصل برئه لكم من تراب وهو الذي خُلق منه آدم عليه السلام (ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ) أي ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، وأما آية السجدة (وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) قال ابن كثير: يعني خلق أبا البشر آدم من طين.
ولن اطيل هنا فانقل ما ذكره اهل التفسير من السلف غير ابن كثير في جميع الآيات التي يذكر الله فيها التراب والطين لأنه إجماع من السلف أن المراد آدم، فيلزم صاحب الكتاب أن السلف قد أجمعوا على ضلالة في تفسير هذه الآيات، وأنهم يقرؤن هذه الآيات ولا يعرفون المراد منها وإنما عرف المراد مقلدة الملاحدة في هذيانهم.
ولا ننكر تكوين جسم الإنسان من النبات والحيوان إنما المنكر الباطل أن هذه الآيات معناها ما ذهب إليه صاحب ذلك الكتاب، إن الفرق بيّن بين خلق جنس الإنسان وخلق الأب -آدم عليه السلام-.
_________
(١) رواه الإمام احمد في سنده (٤/ ٤٠٠) وأبو داود (٤٦٩٠).