وكم وكم مما التمس له من نصوص الكتاب والسنة ما يؤيّده ويُحسنّه مما دخل على الأمة من أمور التشبه وغيرها، فالله هو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به، وبحث موضوع التشبه له غير هذا الموضع لأن موضع هذا الكتاب كله في ما يسمى بإعجاز القرآن.
أما الحديث الذي ذكره صاحب كتاب توحيد الخالق: (لتتركَنَّ القلاص فلا يُسعى عليها) وقوله: (وها قد حلَّت وسائل النقل الحديثة مكانها) فإنه من جنس تخرصه وقوله على الله وعلى رسوله بغير علم فالذي فِهمَهُ هو من الحديث أنه تعطيل ركوب النوق لأجل هذه المراكب الحادثة وهذا فهم خاطئ، فإن المراد بالحديث ليس تعطيل السعي عليها بتعطيل ركوبها والحمل عليها وإنما هو السعي عليها لجباية الزكاة (السعاية).
والحديث رواه مسلم أن النبي ﷺ قال في نزول عيسى: (وتُتْرك القِلاص فلا يُسعى عليها).
قال ابن الأثير: (يعني ترك الزكاة فلا يُسعى عليها بصدقة) فمعناه: لا يخرج ساعٍ إلى زكاة لقلّة حاجة الناس إلى المال واستغنائهم عنه وذلك زمن المهدي.
وأحاديث المهدي ظاهر فيها أنه لا وجود لهذه المراكب الحادثة حيث أنهم يستعملون الخيول.