وحيث قد تبين خطر القول على الله بغير علم في تفسير كلامه وتبين أن أمر هؤلاء الخائضين أخطر لأنهم مفسرون كلام الله بضلال أعدائه وخيالاتهم فمع هذا يغرهم الشيطان ويعدُهم ويمنيهم ولذلك يقول زغلول النجار: لأن التفسير يبقى محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الآيات القرآنية، وإن أصاب الإنسان فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد.
ويقول: وزماننا هو زمان العلم، ولذلك فكل الذين اجتهدوا في الماضي بذلوا أقصى ما يستطيعون وفتحوا الباب لمحاولة تفسير هذه الآيات الكونية بمعطيات العلوم لأن الاقتصار على البُعد اللغوي فقط لهذه الآيات الكونية لا يمكن أن يوصل لإبراز الجانب الإعجازي فيها بطريقة مقنعة ولا يمكن أن يوصل لفهمها فهماً صحيحاً ومن ثم فلا بد من توظيف العلوم.
يقال لهذا وأمثاله: أما الأجر والأجران فأماني مفلس، ونحن نعلم يقيناً ولله الحمد أنكم بحاجة إلى من يدعوكم لا أن تتصدروا للخلق وما تَعَرَّضتم لتفسير كلام الله وتجرأتم على ذلك من صلاح وخير فيكم بل يعلم الموفق أن فعلكم هذا هو من العقوبات التي تعاقبون بها حيث أن فعل الذنب يكون عقوبة على ذنوب قبله، إن كلام الله أعظم من أن يُتلاعب به هكذا ويستهان به.
ولقد كان السلف يتهيّبون أن يتكلموا في تفسير القرآن مخافة الزلل


الصفحة التالية
Icon