يستوي فضل الرب وعدله.
أما الخلود والتأبيد في لغة القرآن فلا يقتضي ذلك عدم النهاية بل المراد به لأهل النار المكث الطويل.
وحيث أن الكفر طارئ دخيل ليس أصلي في المخلوق بل الأصلي التوحيد وهو الفطرة فمن هنا يُعلم أن الشر ليس إلا الله عز وجل.
وكلام صاحب كتاب توحيد الخالق هذا يُنَفِّر عن أرحم الراحمين الذي تغلب رحمته غضبه، والذي لا يتشفّى بالعذاب كالمخلوق، وإنما تعذيبه طُهْرَة للمُعَذَّب كالحدود في الدنيا والمصائب، ورب الدارين واحد، فالحدود كفارات والمصائب أيضاً وعذاب الآخرة من هذا الجنس فسنة الله وهي عادته لا تتغير لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وكلام صاحب كتاب توحيد الخالق هذا يدعو أيضاً إلى اليأس والقنوط وليس فيه تعليل أفعال الحكيم التي من عرفها أحَبّ ربه وأقبل على طاعته، وسوف أُرْفق هنا منظومة عنوانها (تعليل أفعال الجليل) فيها إشارة إلى هذا الموضوع وأن التعذيب في النار لم يصدر من الرب عز وجل لمشيئة مجّردة كما يشير إلى ذلك صاحب كتاب توحيد الخالق، وهذا مذهب باطل، ولا لعدم مبالاةٍ بالخلق كما يُفهم من كلامه: (وإذن فما قيمة كل من يعيش عليها) بل الرب سبحانه حكيم رحيم فعله لا يخرج عن الحكمة والرحمة.


الصفحة التالية
Icon