ولقد بَهَرَتْ معجزات نبينا في هذا الزمان بوقوعها كما أخبر ﷺ مثل قبض العلم بموت العلماء فتظهر الرؤوس الجهال (١) وقد امتلأت اليوم منهم الأرض وهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم فيستحسنون ما وافق أهوائهم وإن خالف الحق.
وظهرت معجزات الرسول ﷺ في وقتنا جليّة ناطقة فقد أخبر إخبارات خرجت مخرج الذّم والتحذير لأمته فوقع تصديق ما أخبر به واتباعه كما أخبر بالوصف الدقيق (شبراً بشبر) و (ذراعاً بذراع) (٢) ونحو ذلك مما يبين شدة العناية بتحقيق اتباع سنن أهل الكتاب وغيرهم من الأمم.
والمراد أن الكلام في الدين لم يكن هكذا كما حصل في وقتنا كُلٌّ يخوض بما شاء، فترى الشخص شُهد له أنه قد ارتفع مقامه وعَلَتْ مكانته فتراه فوق وهو لا يُحسن تثبيت قدمه على الدرجة الأولى.
_________
(١) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (١/ ٥٠) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً.
(٢) رواه البخاري (٣/ ١٢٧٤) ومسلم (٤/ ٢٠٥٤) عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.