وَالأَرْضُ) يفسّره قوله تعالى: (كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ).
فهذا قياس ظاهر بهذا التحديد (كعرض).
أما النار فهي أسفل سافلين وهو سجين وهو الأرض السابعة السفلى.
أما إن صَحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فأين الليل إذا جاء النهار) (١) فهو جواب فَهِمَ السائل منه المراد.
وليس هناك تعارض بين وجود النار وكون الجنة عرضها السموات والأرض، والنار ليست في السماء.
قال ابن كثير: والصحيح أن سِجِّيناً مأخوذ من السجن وهو الضيق، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتّسع، فإن الأفلاك السبعة (هي السموات) كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة.
ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) وقال ها هنا: (كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ) وهو يجمع بين الضيق والسفول، إلى آخره، من تفسير ابن كثير.
_________
(١) رواه الإمام أحمد (٣/ ٤٤١).