أخبر عن احتمال أو إمكان غزو الإنسان للفضاء في وقت كان فيه الغزو أمراً مستحيلاً، مما يشهد شهادة قاطعة بأن هذا القرآن وحي الله الذي يعلم السّرّ في السموات والأرض.
فقوله: يرى بعض الجهلة أن محاولات الإنسان لغزو الفضاء فيه زعزعة للدين وتمرّد على الخالق.
يقال له: كلمة غزو الفضاء كلمة خبيثة فالذي فوق الأرض هو المسافة بين السماء المبنية وجرم الأرض وفوق ذلك السموات التي فيها ملائكة الرحمن وفوق السماء السابعة الجنة والعرش وفوق العرش الرب سبحانه وبحمده.
وكلمة (غزو) تستعمل لمحاربة الأعداء فإذا رام الإنسان الصعود إلى فوق وسمّى ذلك غزواً فتلك شيطنة إنسيّة، أما الفضاء فهو في كلام هؤلاء كما تبين هو ما فوق إلى ما لا نهاية.
أما زعم صاحب كتاب توحيد الخالق أن بعض الجهلة يروْن في غزو الفضاء زعزعة للدين، فكوْنهم جَهَلَة بميزانك لأنهم ينكرون هذا الغزو المنكَر فالأمر ولله الحمد فيه اتّساع إذْ لسْتَ أنت أهلاً لِتَقْيِيم الناس وإنزالهم منازلهم، ويكفي ما في هذا الكتاب من بيان تلاعبك بالقرآن وقَسْر آياته ولَيِّ أعناقها لتجاري علوم المعطلة الكفرة مما يبين من هم الجهلة بل والضُّلاّل بميزان محمد صلى الله عليه وسلم؟.