الجواب على هذا أن يقال: إنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، ويقال أيضاً: كيف يهتدي السالك والدليل حائر.
فالذي ذكره عن جريان الشمس حول مركز المجرة باطل من أصله ببطلان الزعم أن هناك ملايين المجرات بفضاء لا يُحَدّ، وقد تقدم بطلان ذلك بتحديد الفضاء بانتهائه بجرم السماء المبنية وأنه ليس هناك غير مجرّة واحدة هي في السماء المبنية كسائر النجوم هي شيء ومجراتهم الخيالية شيء آخر، فهذا أولاً.
الثاني: أن جريان الشمس المذكور في القرآن هو دورانها في كرة السماء حول كرة الأرض، وبذلك يتعاقب الليل والنهار، أما الفصول الأربعة فتتعاقب باختلاف مطالع الشمس ومغاربها كل يوم إذ لها كل يوم مطلع ومغرب، فهذا الجريان للشمس حول الأرض الثابتة الساكنة لا حول المجرة المتخيّلة التي لم تولد بعد من خيالات المعطلة المظلمة.
الثالث: أن جريان الشمس المذكور في القرآن هو جريانها في الفلك وهو كرة السماء والفلك هو المستدير، أما جريان شمس الملاحدة فهو حركتها هي وكواكبها المزعومة المتخيَّلة التي تسمى (المجموعة الشمسية) في فضاء لا حَدّ له ليس في سماء مبنية وحول المجرة المزعومة ليس حول الأرض الثابتة.


الصفحة التالية
Icon