وكلَّتْ من كثرة الحركات والأشغال، ولهذا قال تعالى: (مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) أي تستريحون من حركاتكم وأشغالكم (أَفَلا تُبْصِرُونَ).
(ومن رحمته) أي بكم جعل لكم الليل والنهار أي خلق هذا وهذا (لِتَسْكُنُوا فِيهِ) أي في الليل: (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) أي في النهار بالأسفار والتّرحال والحركات والأشغال. انتهى.
تأمل هذه المعاني وما يتحصّل للعبد منها من الفهم لكلام الله ومعرفة نعمه على عباده وفضله ومنته ولطفه بهم مما يوجب زيادة الإيمان ويستدعي الشكر للرؤوف الرحيم، وقارن بينها وبين ما ذهب إليه صاحب كتاب توحيد الخالق يتبين لك الفرق.
وهنا أُنَبِّه أن لا داعي لأن أنقل من التفاسير الأخرى للسلف لأن المطلوب والمراد من كتابي هذا حاصل بالاكتفاء بأي تفسير من تفاسيرهم المعتمدة مثل تفسير ابن جرير الطبري، وكثيراً ما ينقل منه ابن كثير، والسبب في الاقتصار واضح وهو أنهم كلهم ضِدّ هذه التفاسير الحادثة، كذلك فليس بينهم في تفسير آيات الخلق اختلاف تضاد، وهذا بالجملة، والذي لا ريب فيه أن كلهم ينكر ما أحدثه صاحب كتاب توحيد الخالق وأمثاله في الكلام بالقرآن.


الصفحة التالية
Icon