إنه كلام لا شك صارف عن تدّبر القرآن والانتفاع به من حُسن الإيمان وقبح الشك والطغيان حيث تعود هذه المعاني الجليلة العظيمة إلى هزليات وسخافات.
لقد أنزل الله القرآن هدى وشفاء لم ينزله أحاجي وأغاليط وطلاسم وأسرار، وأي نفع وفائدة نكسبها إذا علمنا أن الذباب يفعل ما زعم أرباب هذه العلوم الملاحدة؟ على تقدير صحته؟ إن هذا مراد إبليس وهو إحالة معاني كلام الله العظيمة إلى سخف وتفاهة، وقد ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق في كتابه (الإيمان) تحت عنوان: الإعجاز العلمي الحديث للقرآن (ص٨٣) قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) الآية وكثيراً ما يُردد مُروِّجوا هذه البضائع المزيّفة هذه الآية يستدلون بها على ما فُتح على الملاحدة من الضلالة، وقد تقدم بيان معناها.
فيا من يريد علم القرآن خذه من السلف الكرام، الذين يُجلُّون كلام الرحمن عن اللغو والهذيان.
قال ابن القيم -رحمه الله- في معنى آية سورة (الحج): فتأمل هذا المثل الذي أمر الناس كلهم باستماعه فلم يسمعه فقد عصى أمره، كيف تضمن إبطال الشرك وأسبابه بأوضح برهان بأوجز عبارة وأحسنها وأحلاها وسَجّل على جميع آلهة المشركين أنهم لو اجتمعوا كلهم في