وهذه العصور والملايين كلها من زبالة خيالات الملاحدة.
والذي قاله نبينا ﷺ حق وصدق سواء أحاطت به عقولنا أو لم تحط به ولا يتم الإسلام إلا على ظهر التسليم.
وهنا ينبغي الحذر الشديد من الوقوع في متاهات الكفرة وضلالاتهم أو شيء منها فإن بعضها يجرّ إلى بعض، إن نظرياتهم متعانقة متماسكة مشكاتها واحدة وهي مشكاة التعطيل تبدأ منه وتنتهي إليه.
وليُعلم أن الخلاف بينهم في هذه النظريات يعود إلى وِفاق في الأصول الابتدائية والفروع النهائية وذلك أن الوجود واحد، وإن أحسن أحوال من سلك طريقهم في أصل الكون وتابع نظرياتهم في علم الأرض وغيره إن أحسن أحواله الشك وحسبك به داء، وإلاّ فكم وكم من ضحايا لهم في هذا الزمان صار سبيلهم سبيل من هلك.
إن من يدّعي أن هذا الطريق يُعرِّف بالله أو يُقرب إلى الله أو يكمل علم الدين فإنه لا يرى الكفاية بما دعا إليه رسول الله ﷺ وصحابته رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من أئمة المسلمين وعلمائهم حتى عصرنا.
فإن قال: هذا شيء لم يحدث في الماضي ولو حدث لجعلوه طريقاً للدعوة وللهدى والإيمان، فيقال: لو كان خيراً لفُتِحَ عليهم، وإنه إنما جاء ليزيد الدين غربة، وهذا حاصل فقد مُلئِت الدنيا من هذه العلوم وشُغِل الخلق فيما لم يؤمروا به بل بما نهوا عنه من الخوض والتخرص والظنون