الشّكسة المضلّة.
والمراد أن صاحب كتاب توحيد الخالق قرأ الآية يبحث عن شيء يَدّعي أنه يوافق علوم الكفار وقد أبعد النجعة، وارجع إن شئت إلى كلام المفسرين العلماء الأمناء من السلف تجد كلامهم في هذه الآية وأمثالها كما ذكرت وليس المراد بقوله تعالى: (أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً) ما زعم صاحب كتاب توحيد الخالق وإن كان الليل والنهار على الأرض دائماً.
وارجع الآن إلى ما أعقب الله به من بهجة الحياة الدنيا ونضْرتها وأنها تؤول في الآية الأولى إلى: (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ) وفي الثانية: (فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) وفي الثالثة: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً) تجد اتّساق المعنى وأن المراد بهذه الأمثال وصْف الدنيا ولا تدل على الساعة وقيامها.
وإنما تدل على زينة الدنيا الخادعة من الأموال والضياع والجاه والرئاسة والملك وأن الإنسان ينخدع ويغتر بها مع أنها كما يرى دائماً من نبات الأرض الذي لا يدوم فإما الموت أو الآفات وتنغيص الحياة، ولذلك قال تعالى بعد آية سورة يونس التي ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) الآية فالجنة دار السلام سبحانه وفيها السلامة من جميع عيوب الدنيا وآفاتها.