حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (١).
فبيّنة هذا القرآن، وحجة هذا القرآن متجددة مع الزمان ذلك لأن طبيعة المعجزة في هذا الوحي هي (طبيعة علمية)، العلم يتجدد زمناً بعد زمن ويتقدم في مجال إثر مجال، وحيثما توجه علم الإنسان وجد جديداً في هذا الوحي يبين له أن هذا الوحي من عند الله.
* تطاول ممقوت على علوم الأولين:
وأهل عصرنا الذين تفوّقوا في مجال الكشوف الكونية يلذّ لهم أن يتطاولوا على الدين؛ لقد وقف احدهم يتطاول لا أقول: وقف أحدهم قاصداً واحداً بعينه فـ (الواحد) هنا عبارة عن الجميع، كلهم يتطاولون!! كلهم إذا نظروا إلى الأجيال من قبلهم قالوا: في نصف القرن الأخير في الخمسين سنة الأخيرة فقط ٧٠% من العلم البشري في التاريخ كله هو حصيلة خمسين سنة لتقدم العلم السريع، فماذا عند الأولين من علوم؟! وماذا عسى أن يكون عند السابقين من العلوم والمعارف؟! إن لدينا الأجهزة، وعندنا الأدوات والإمكانيات، عرفنا أسرار السماء، عرفنا أسرار البحار، عرفنا باطن الأرض، عرفنا أسرار تركيب الإنسان، عرفنا، عرفنا... إلخ.
_________
(١) الأعراف، آية: ٤٤.