الحقيقة أن هذه الطرق المحدَثة في هذا العلم تضل المخلوق عن خالقه وتُفْسد عليه عقله، وإن من أهْوَن ما أوْرثته هذه العلوم ازْدراء السلف وتجهيلهم وعبارات المتأخرين في هذا ظاهرة، ونعوذ بالله من هذه الخصلة الذميمة كما نعوذ بالله من علم لا ينفع بل من علم مضل.
فقول صاحب كتاب توحيد الخالق عن علمه الحديث أنه كشف أن الليل يحيط بالأرض من كل مكان كذِب تردّه نصوص الكتاب والسنة فالليل ليل كله والنهار نهار كله ليس في هذا من هذا شيء ولا في هذا من هذا شيء فنصف كرة الأرض المقابل للشمس هو النهار الذي يسير ضوؤه بسَيْر الشمس وجريانها في الفَلك المستدير ويُقابله في النصف الثاني الليل الذي هو ظل الأرض وما عدا هذا فهذيان يقال فيه: (لا عقل ولا قرآن) كما قيل لمن قرأ: فَخَرَّ عليهم السقف من تحتهم.
وقد أثنى الله على عباده الصالحين الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار وتسخيره الشمس والقمر والنجوم لكن هذا التفكر السليم والصراط المستقيم هو كَتَفكّر الأنبياء عليهم السلام وسادات الأولياء من أصحابهم ومن تبعهم بإحسان، وهؤلاء هم الذين فهموا عن الله مراده وأدركوا بحواسهم التي وهبهم إلآههم بالطرق السهلة الميسّرة لكل المسلمين مالا يدركه من سار على غير نهجهم مُقَلِّداً لأرباب العقول المظلمة والفهوم الفاسدة من الكفرة وأشباههم.