ضوئية، وأن من هذه المجرات ما يبلغ بعده عنا أُلوف الملايين من السنين الضوئية، وأين سير الصوت أو الصاروخ من سرعة الضوء وكم ألف مليون سنة يعيش هذا البشر حتى يخترق هذا الكون وليس معنى من حمل شعيرة أنه قادر على حمل طود شامخ راسخ وليس معنى أن من قدر على رشف كوب ماء من النهر أنه قادر على جرع المحيطات، فهذا مثل الوصول إلى القمر وسبر أغوار هذه العوالم.
وقد ذهل الفلكيون عندما وجدوا أن المجرات وشمسنا معها تجري مبتعدة عنا بسرعة ألوف الكيلو مترات في الثانية الواحدة، وكلما أمعنوا في رصد مجرات بعيدة ازدادت هذه السرعة بهذا القياس فإذا سرعتها على ما عرف حتى الآن مئة ألف كيلو متر في الثانية أي ثلث سرعة الضوء تقريباً وقد أعادوا النظر مراراً للتأكد فما ازدادت السرعة إلا ثبوتاً.
فسبحان الذي يُظهر آياته في هذا الكون للباحثين ليشهدوا حكمته وعلمه وإبداعه، ويروا كل شيء دالاً عليه ومشيراً إليه قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
وأعجبني ما قالته مجلة (هنا لندن) بعد الكلام على عظمة الكون وعلى المجرات وسير الضوء وسعة الفضاء الذي ما استطاع أحد أن يعرف مداه ولا مبتداه ولا منتهاه.


الصفحة التالية
Icon