وسيَّر هذه الكواكب بحساب عظيم الدقة والأحكام كما أسلفنا ولولاه لما عرف الفلكيون الخسوف ولا الكسوف ولا عينوا وقتيهما بالضبط، فبدقة السير لم يقع اصطدام وبدقته كانت الفصول الأربع وحساب الأشهر والأهلة والمواقيت وبه عرف مقدار الليل والنهار في كل فصل وعرف الشروق والغروب في كل يوم وصدق الله تعالى القائل: (والشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) وكل حسبان في القرآن فالمراد به الحساب والعدد إلا حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً، وإن وقوف البشر على ما أودع الله في السماء والأرض مما يدعو إلى الإيمان واليقين لا إلى الجحود وقلة الدين وإلا لما قال تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ).


الصفحة التالية
Icon