ذكَرَ الفناءَ وأنه بأدلةٍ | لا بالتخرصِ دونما عرفان |
وكتابنا (الإنكارُ) جاء مُفَصِّلٌ | ومَبَيِّنٌ في غاية التِّبيان |
قُل للذين رأوا كلام خصومنا | جعلوه مثل صحائف القرآن |
لا باطِلٌ يأتيه عند شمالِهِ | كلا ولا يأتيهِ من أيمان |
وكلامنا حكموا عليه مُغَيَّباً | وكأنَّهُ ضَربٌ من الهَذيان |
أنصفتُمو لا والجليلِ وعِزِّهِ | بل جَورُكُم هوَ ظاهرٌ بعَيَان |
لا بدَّ من نَظرٍ لقولِ مُنازعٍ | ومُنازعوهُ لِطالب البرهان |
إن جاءَ خَصمٌ عينهُ مفقُوءةٌ | قُلتُم ظُلِمتَ وحُكمنا رَباني |
إذ قد حَكَمنا أن خَصمَكَ مُعتَدٍ | مُتَلَبِّسٌ بالإثم والعُدوان |
بالجهلِ قلتم لا بعدل إلهنا | فلعلَّ ذاكَ هو الظلوم الجاني |
هذي الجهالة حظكم ونصيبكم | والعدلُ مُقترِنٌ مع الإيمان |
فالله جل جلاله هو حاكمٌ | بين العباد وجلَّ عن نِسيان |
قل للذي ركِبَ الذنوب بجُرأة | قَرِّب لِجسمِكَ موقد النيران |
أنظر أَتَصبِرُ طَرفَةً أو لحظةً | لا تستطيع وليس في الإمكان |
سبعون ضِعفاً حرُّ نار إلهنا | عن هذه والصَّليُ في اللُّحْمان |
الشمسُ تُؤلِمُ في حرارة صيفنا | كيف الجحيم نعوذ بالرحمن |
كيف الخلود بها زماناً غَيبُهُ | عند الإلهِ نعوذ بالمنان |
لو قيل إنك بعد عُمرٍ طائلٍ | تسعون عاماً دُونما نقصان |
تُلقى بنارٍ ساعةً من نارنا | أَيَكونُ عَيشكَ قبل ذلك هاني |
اعمل إذاً ما شِئتَ دون تَخَوُّفٍ | إن كنتَ تَصبِرُ في الجحيم الآني |
عِش آمناً إن كان عندك مَوثِقاً | ممن عَصَيتَ مُؤيداً بأمان |